إبداع سحر الشرق
صفحة 1 من اصل 1
إبداع سحر الشرق
بسم الله الرحمن الرحيم
(( سكون الليل ))
أحرك قدماي قليلاً ... وأوقفها قليلاً على شاطئ البحر .. في عتمة الليل الحالك... أمشي على الشاطئ ولكني لا أمشي.. كيف؟ لا أدري ....!!
قد تتحرك قدماي لكن قلبي جامداً ساكناً لا أشعر بنبضةٍ فيه... أتماشى بجسدي ونبضات قلبي لا حراك لها .. قد ملت قلة الهواء فسكنت ... سكنت ونامت في سبات عميق عميق ... ولا أدري متى يصحو ... من اليأس والحرمان ...نامت !! من قلة الهواء والماء نامت !! من قلة البسمة للتطلع عالياً إلى السماء .... نـــامـــت ..... مللت حياتي !!!!
(ليتني مت ولم أحيا لحظة واحدة في هذه الدنيا....) هذا ما كنت أردده باستمرار..
أمشي على الشاطئ .. أنظر بعيناي الغارقتين في بحر النوم إلى الأمواج التي تلاطم بعضها ... أتأمل فيها وهي تتلاطم وأتساءل ..لماذا تضرب نفسها ..؟؟
أرى فيها ذلك الأسد المتلبد في عرينه .. ووحوش الغابة وذئابها يهجمون ويضربونه ضربة رجل واحد ... أليس هناك من رحمة ..؟؟؟
لكن إذا كان ابن آدم يمتلك قلباً قاسياً كالصخر .. فماذا تنتظر من الصخر نفسه ...؟؟؟
مشيت وأكملت طريقي ... وأي طريق هذه؟؟ طريق لا نهاية لها ... ولا بداية .. لم أعد أحتمل .. أريد حلاً ...
صرخت صرخت وما من مجيب .....!!!!
هدأت قليلاً ووقفت .. نظرت نظرة عميقة للبحر .. فحدثت نفسي بغموض وحزن ويأس لا يخفى على أعمى قائلةً...
البحر ...؟؟ ما البحر ؟..؟؟ البحر عمق ... موت .. خوف .. رعب .. نسيان .. ظلام .. سفر بلا عودة ... قسوة...
أليس هناك في البحر من رحمة ..؟ رقة ؟؟ حب ؟؟ أليس هناك من قلب نقي رقيق محب ... أسمعه ويسمعني .. أحبه ويحبني ... أشكو له ويشكو لي ؟؟؟؟؟
تنهدت قليلاً بصوت خافت ... لالالالالا
أيـــن هـو الحنان والعالم نائم في بحر النسيان ؟؟؟
تابعت سيري قدماً .. لا أدري إلى أين ... مشيت ومشيت .. أخاطب نفسي .. أين أنا ؟؟ ولم أنا هنا ؟؟ في هذا العالم الحيران ؟ لم أنا هنا بين من يُسمون بني إنسان ؟؟
بالأمس قتلوا أبي ... وأول من أمس قتلوا عمي؟؟ وقبله قتلوا أخي . وقبله وقبله وقبله .. منذ الأزل وهم يعادون أنبيائنا وأهلنا ... وكلنا ... إلى ما لا نهاية ...!!
إنهم ليسوا من بني البشر ... إنهم من جنس الشرر .. مصابون بجنون بقر.. إنهم أحفاد الملعون.. هل تدرون من هم ؟؟ .. إنهم بني صهيون ....
أكملت طريقي .. , وأنا حائرة في غمار هذا السؤال .. هل هم من بني البشر ؟؟؟
** وفجأة .. وبدون أي تمهيد أو تحضير .. أنظر أمامي وإذا بضوء ساطع وهاج جميل يسر الناظر إليه ...يظهر أمامي ... ضوء أبيض مرصع بزرقة سماوية .. نظرت إليه وإلى نفسي ... و إذا بي أركض مهرولة تجاه ذلك الضوء البعيد...
ركضت بسرعة خارقة .. لا أدري لماذا ركضت .. واستجبت للضوء البعيد.... لكن ... لماذا الضوء البعيد ...؟؟ وما الضوء البعيد أصلاً ..؟؟؟
ركضت بسرعة هائلة ولم أدري بنفسي ... لدرجة أنني أحسست أنني كنت في سبات عميق ...
لم أهرول منذ زمن طويل مثل تلك الهرولة ,,,, وحين رأيت هذا الضوء صحوت ......
أحسست بأن هذا الضوء نفذ إلى قلبي وكسر الحاجز الزجاجي القاسي المتربع على باب قلبي مانعاً أي نداء أمل أو أي ضوءٍ بسيطٍ يبرق بالحب والبهجة والتفائل .. من الدخول إليه ...
لكن... ما سر هذا الضوء الذي استطاع اختراق قلبي .. ؟ وأعاد إليّ سمعي وبصري .. وإحساسي أيضا.. لقد كدت أن أفقد إحساسي ..!!
سرت على هذا الحال فترة زمنية .. أجزم أنها طويلة ..!! أركض نحو هذا الضوء المجهول الهُوية ! لكن كلما اقتربت منه أحسست أنه يقترب هو الآخر مني .....!!!
سرت على هذا الحال فترة زمنية .. أجزم أنها طويلة ..!! أركض نحو هذا الضوء المجهول الهُوية ! لكن كلما اقتربت منه أحسست أنه يقترب هو الآخر مني .....!!!
لا .. يكفي ... تعبت ..
لكني لم أمل .....
وقفت قليلاً ووضعت يدي على مكان قلبي لتماسك نفسي ,, وأهدأ من روعي .. وأحاول التقاط أنفاسي ...
دارت هواجس كثيرة داخلي.. تارةً أتمسك بهدفي وأريد أن أكمل مسيرتي .....
وأخاف و يملأني الرعب تارة أخرى ....
أخيراً قررت,, أتعرفون ماذا قررت ؟؟
قررت أن أكمل مسيرتي وأكتشف سر هذا اللون الأبيض ...
اقتربت منه .. أحسسته كالضباب المنتشر في سماء صباح قريتي ... مددت يدي لهذا الضوء .. فلم أجدها.. اختفت يدي ,,,! وأصبحت بلا يد ...
وضعت قدماي فاختفتا .. فأصبحت بلا قدمان ...
وضعت رأسي فيه فلم أشعر أن لي رأس .. كأنه اختفى وطار ...
فرميت بجسدي كله في هذا الضوء ,,,
ففقدت روحي .. ووجدت روحاً غير التي كانت !!
روحاً مليئة بالحب والأمل و التفائل .. روحاً محبة متفائلة .. تقذف باليأس إلى الوراء وتتقدم إلى الأمام وتطير في السماء مرفرفةً كالحمام ... روحاً صافية كصفاء الشمس وسط سماء الصحراء ...
دخلت في قلوب الناس ودخلوا قلبي ... وجدت ما كنت أفقد.. كلمة حـــ::ـــب ..
ووجدت نفسي وسط ورود مليئة بالأشواك ... حملت منها ما حملت .. رغم شوكها .. حملتها...
جرحتني .....
رغم حملي لها بخفة ورقة وحنان وأمل ... ...
حقاً .. لا ورد بدون أشواك ..
أتمنى أن تكونوا مثلي
احملوا الأزهار بخفة ورقة وحنان ...مهما كانت الأشواك .. لتتغلبوا عليها ..
... :: أحبائي :: ...
هل عرفتم ما سر هذا الضوء اللامع وسط ظلام الليل ...
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى